top of page

 ما مكانتك في المجتمع ؟

إذ كنت ذو حظ وفير، فبشراك وإن لم تكن، فهون عليك، لأن مكانتك الحقيقية تكون عند الله، يقول الله تعالى: "و لسوف يعطيك ربك فترضى" و صدق الذي قال: و ذو جهل ينام على حرير۩ و ذو علم ينام على التراب ـ فالصابرين مبشرين بالجنة، كما أن أكثر المبتليين هم الأنبياء، فصبر جميل لأن هذه الحياة عبارة عن إمتحان، يمتحن الله عباده ليميز الفائز من الفاشل، فالفوز هو دخول الجنة إنشاء الله، لا يمكن للممتحن أن يتخذ وسيطا أو أن يغش، يوم لا ينفع إلا الحق، فسبحانه و تعالى، عز كل ذليل و غني كل فقير و قوة كل ضعيف، فمن تكلم سمع نطقه و من سكت علم سره، فإذا اعمل في دنياك لليوم الموعود ولا تلهو و تنشغل عن اليوم المفقود و توعد لليوم المورود الذي يناديك فجره : " يا ابن آدم، أنا خلق جديد و على عملك شهيد فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة، أما اليوم المفقود فهو الذي مضى و لن يعود و لن ينفع عليه الندم  و أما اليوم الموعود، فهو اليوم الذي يتم فيه اللقاء بين الروح و خالقها و يتوج فيه ابن آدم ، فاستبشر خيرا لليوم الموعود حيث تلقى الله و تتعرف على مكانتك، فكل واحد سيلقى منزلته ـ فالحمد لله على وجود المولى عز و جل الذي حرم على نفسه الظلم.

 الحب

هل هناك حب حقيقي و حب خيالي؟ هل الحب حلال أم حرام؟ هل يجب أن نستحيي من الحب؟ هل يجب أن لا نترك الحب يدخل قلوبنا؟ هل هو ضعف؟ هل هو استهزاء بالمشاعر؟ هل...... هل.....؟ ـ ما معنى الحب؟ في أي سياق نطرح أو يوضع الحب؟ قال الله تعالى: "فألف بين قلوبكم"، فإذا، خالق الحب هو الله كما خلق القلوب و كما بيّن سيد الخلق محمد(ص) أن الحب رزقا من الله و قوله (ص):" لا أرى للمتحابّين إلاّ النّكاح"، ما كان لإنسان أن يخلق الحب أو يتحكم في مشاعره، فالحب نعمة من الله أن تشعر بأنك تحب الله و تطيعه حبا فيه لكي يرضى عنك و يحبك، فهو قوام الروح وحياة النفس الزكية و عمود الاتصال بالله، حينما تستشعر خشوعا من الله يبكي عيناك، فيرتجف الجسم كله و أنت ساجد لله عز و جل، تطلب منه الرضا و المحبة، فالجسد كل ينحني مع أقوامه لله، فسبحان الله على الحب الذي يبقيك على الصراط المستقيم و يشعرك أن جوارحك تشهد بوجود الله، و حينما تشعر بالآخر كأنه نصفك الآخر أو توأم روحك، فإذا هو نعمة و هو أيضا دواء للإنسان، لكنه أصبح داء حينما يهان المحب و عندما يتجرأ الإنسان باللعب بمشاعر الآخر، فكل متقي له مفهوم خاص عن الحب ولا أشرك المستهزئين ـ إذا هل هو نعمة أو نقمة؟ هل هو داء أم دواء؟ ـ لا يمكن أن يكون نقمة و لا داء على الإنسان المحب لأن خالقه الله الذي وضع موازين في السموات قبل الأرضين، إذ قال جل جلاله: "آلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، فإذا لكل مهان أحس بالذل عندما أحب فهو امتحان من المولى عز وجل، فصبر جميل و احتسابه عند الله، ما مات أحد من الحب لكن يموت الأحد فيلقى الله، فإذا خسر حبه، فالمهم أن لا يخسر الله و نفسه لأن سمي القلب لتقلبه و سمي الإنسان لنسيانه، فإن كان الحب داء و نقمة، فسيشفى المحب بإذن الله، فاللهم اجعله لنا دواء و نعمة لما ترضاه و الحمد لله على نعمة الإسلام التي نتفهم منها الشيء على أصح معناه.

كن و ليكن ما تكون ...

كن فنانا لتستخرج مشاعرك

كن مبدعا لتنفع بمهاراتك

كن قويا لتدافع عن قضيتك

كن متواضعا لتبين ذكائك

كن كريما لكي لا تبخل بعطائك

كن محبا ليكن في الأرض قبولك

كن متسامحا ليغفر الله ذنوبك

كن حكيما لتحل أمورك

كن عادلا، لأن لا ينفع ظلمك

كن صادقا ليصدق قولك

كن بسيطا لتعيش حياتك

كن حنونا لتحسن اختيار كلماتك

كن مخلصا لتزيد بركاتك

كن مفكرا لتوجه الناس بفكرك

كن مكافحا لتقوى عزيمتك

كن واعيا لتعي ما يدور من حولك

كن متناسيا لتنسى همومك

كن وسطا لكي لا تحمل أكثر من طاقتك

كن حرا لتكسر قيودك

كن عزيزا لكي لا تخسر نفسك

كن مؤمنا ليطمئن قلبك

كن صبورا ليزداد إيمانك

كن ببساطة إنسانا كما الله خلقك

في أي صورة شاء سواك ...

 

لــمســـات

 احذر من إحساسك فقد يخدعك

إذا خانك الناس فلا بأس، لكن إذا خانك إحساسك فهذا هو الهم الأكبر لأنك ستصدم في المشاعر إذا كنت رقيق الإحساس، أكثرهم يدعون الرقة و هم لا يؤمنون إلا بالغدر و الاستهزاء ـ فما الحل؟ ـ كذب و لا تصدق حتى ولو كان إحساسك في محله، عود نفسك على الخشونة حتى ولو امتلكت الرقة في شريان دمك، انفر كل إحساس فإنه سيصبح ضعفا، فكر في ذاتك و انسى غيرك لكي لا يشدك أحدا عن نفسك، ليس المقصود أن تصبح أنانيا بل أن تتفادى الإهانة أو العذاب، أحب نفسك و عززها لكي تنجح في نسيان ما تريده، لا تفتح قلبك إلا للذي خلقك و احرس حتى من خائنة الأعين، فضاع الأمان، عش حياتك على أنك ستموت غذا، فاستقم و اتق الله، لا تنتظر ما سيأتي فلعله لن يأتي، لا تسأل عن مكانتك بين الناس واسأل عنها عند الله، أحب من يحبك ولا تبالي ممن لا يحبك، ثق بالله و بنفسك [بدون أن يأخذك الغرور] فما أحوج أن تثق بغيرك و لا تنسى دوما التوكل على الله لأن الله يحب المتوكلين.    

 كيف تصنع الكلمات أو كيف توصل احساسك بمجرد كلمات؟

يولد الاحساس داخلك سواء نتيجة فرح، حزن، قهر، معاناة، مأساة، إهانة، ابتلاء، ضغط، مشاكل، إلخ... إذا كنت تقيا و مخلصا، فاترك قلبك يتكلم عن لسانك، فيبدع فكرك و يحسن صنع المفردات، لا هي مهينة و لا هي فاحشة، بل تكون معبرة عن مشاعرك التي أحسست بها حين تألمت أو ضعفت أو أهنت، فكل من يجيد أن يوصل إحساسه، فهو بالتأكيد يترك جوارحه تنطق دون لسانه، فيجيد التعبير بالكلام الطيب الذي يرفع من الأرضين إلى السماوات، فبشرى لمن تكلمت جوارحه من دونه، فتبارك الله تعالى، البديع المبدع الذي أبدع في صنع الإنسان و جعله معجزة.

 لماذا لم نحكم العالم؟

نكتسب ثلثا [4\3] ثروات البترول و الغاز في العالم، لنا عزة الإسلام، بنيت حضاراتنا على العلم و الأخلاق و يحكمنا غيرنا، فماذا إذا؟ ـ فسدت الأخلاق ففسد المجتمع، أصبح النفاق يعم، الخيانة تجري في الدماء، بدل الحب بالبغضاء و الكراهية، أصبح القوي يأكل الضعيف و الأخ يحارب أخاه، القناعة غيرت بالجشع، التواضع بالكبر، العزة بالذل، الشجاعة بالجبن، الكلام الطيب بالفاحش، استبدل ترتيل القرآن بالغناء و الرقص ـ هل لنا أن نحلم باسترجاع مبادئ الأولين؟ هل بقدرتنا استرجاع كرامتنا المسلوبة؟ هل...... و هل..........؟ ـ كيف وصلنا لهذا المستوى؟ ـ الدم العربي و المسلم مباح، أصبح دمنا أرخص من برميل البترول عندما يكون بأدنى سعر، ضاعت عزتنا لما استلبت منا أرضنا و لما بات الإسلام و سيد الخلق محمد [ص] يسب باسم الحريات، فنسكت ثم نطبع، تطاولت علينا الألسنة والأيادي و ضاعت هيبتنا، فماذا بعد؟ ـ يقول الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون".

المرض

هل هو حب ورضى الله؟

هل هو امتحان للعبد؟

هل هو تخليص من الذنوب؟

هل هو غضب الله؟

هل هو موعظة للعبد؟

الحمد لله، فمن للضعيف إلا أنت يا قوي

فمن للمحب إلا أنت يا ودود

فمن للمريض إلا أنت يا شافي

فمن للمهين إلا أنت يا عزيز

فمن للسائل إلا أنت يا مجيب

فمن للوحيد إلا أنت يا ولي

تموت القلوب في جوف الإنسان الحي...

سيتسائل البعض، كيف تموت القلوب و يبقى الإنسان حيا؟ ضاع الإخلاص، ضاع الوفاء، ضاع الصدق، ضاعت القيم، كثر النفاق والكذب، وفر الاستهزاء و زخرت الفتن، فماتت المشاعر و مات القلب، إذا نبض فسوف ينبض بدون أي حس، لأن قصت القلوب، يدوس الإنسان على مشاعر الآخر أو يستهزئ بهم، إذا نطق الإنسان لا يصدق قولا، إذا أحب و اقترب فللمصلحة، فما على التقي إلا أن يصون علاقته مع الله الذي لا يتخذه هزئا و يجزيه خير جزاء، فاحب الله حبا شديدا، فإنك لا تندم على ذلك و ستستشعر بحلاوة هذا الحب في قيامك الليل، عند بكائك، لما يرتعش جسدك عندما تحس أنك بين يدي الله، فما أجمل هذا الإحساس الذي يشعرك بحب الله لك و رضوانه عليك. اللهم احيي قلوبنا يوم تموت القلوب و كن لنا الصاحب، الودود، الحنان المنان، الحبيب الولي. [قرأت لفتاة كتبت: "لا أحد يستحق قلبي"، فعجزت أن أذكرها أن الأحد الصمد الواحد يستحق قلبك، يمكن أنني أصدقتها القول].

 أنصت لجوارحك

انصت لوجدانك و عود نفسك على ذلك، فقد يفوتك رنين المشاعر و تعجز عن كل حس أو لمس تلتمسه من داخلك. تتكلم العيون فيسمعها القلب و يتكلم القلب فتسمعه الروح و تتكلم الجوارح فتسمعها النفس و تحدث النفس المرء، أكان الحديث جهرا أم سرا، فيسمعها الخالق الذي ولّد فينا كل الأحاسيس و المشاعر التي تبث في وجداننا نبضات الحياة فتنعكس على المرء كما ينعكس الضوء فيشيع كل الألوان، تروج كل الأحاسيس فتجعل الجسد يرتجف شوقا و حنينا. فأما العيون، فهي تتراقص على ألحان القلب الذي يعزف سنفونية الشهادة: "الله أحد، أحمدا رسول الله"، حتى خلايا الدم فهي تتراكض بسرعة فائقة لتبعث بصيص الدفء،  فالدموع تتهاطل لتمسح الوجه فتضيءه بنور الهدى  و أما الروح، فهي تغازل الجسد تارة و تطمئن النفس تارة أخرى، فهي بين ذاك و تلك تطرب المرء بالسكينة و السكون. فاللهم كن لنا البصر الذي نبصر به و السمع الذي نسمع به و العقل الذي نفكر به و اللسان الذي ننطق به و القلب الذي ينمو فيه الإيمان بك و يزداد حبا فيك، فمن للمحب إلا أنت يا ودود و من لكسير الخاطر إلا أنت يا جبار يا رحمان ومن للمريض إلا أنت يا شافي يا عافي ومن للمقهور إلا أنت يا حنان يا منان و من للمهين إلا أنت يا عزيز ومن للمذنب إلا أنت يا عفو يا غفار و من للسائل إلا أنت يا مجيب يا رحيم ومن للداعي إلا أنت يا وكيل يا وهاب و من للوحيد إلا أنت يا ولي يا حليم ومن للمظلوم إلا أنت يا ناصر و من للعاقل إلا أنت يا حكيم ومن للمهتدي إلا أنت يا هادي و من للصاحب إلا أنت يا رؤوف ومن للتائه إلا أنت يا رشيد.

الصدق

تختبرني الدنيا و كأني مولود حديث و كل عام يمر، أرى نفسي كأنني ولدت من جديد و كأني لم أتعلم شيء من هذه الحياة، كنت دوما صادقة و لكن صدقي لم ينفعني قط، لم يغرني المال و لا الجاه لكن كنت أود لقاء الصادقين لكي أملأ محيطي صفاءا، فلم أجد إلا تكدرا، فسافرت بأفكاري بعيدا و اتخذت عالما آخر قد رسمته في خيالي حيث إشراق الحق يعلو في السماوات و نقاء المرء يزداد طهرا فيضيء قلوب المخلصين، رصعت و زيّنت الحياة في أعيني التي نبع فيها الصدق فكان يتدفق في القلب، فيسور تارة ويعدو تارة أخرى في كل شرايين وجداني، فصفا عالمي و تغيرت بصيرتي، صدقت مشاعري و صدق لساني، لكن تمزقت أشلائي بين الحقيقة و الخيال الذي  كنت دائما أشتاق للعيش فيه على أنه حقيقة و ليس سرابا، كنت أرى نفسي بين أحضان الحب و الوئام في جوف الإخلاص و الأمان ،  ما أحوجني و ما أعجزني لم أتمكن من اتخاد سبلا غير تلك، أعلم أن فشلي ذريع و أن الصدق لا يتماشى مع الضعف، لكن الصبر و الاصطبار ظلا ثمرات حلاوة الصدق في كنانتي، فأصدقني الله رؤياي تضرعا و رحمة  بي، فكانت تحلو الأيام والحياة من حين إلى آخر في عيوني و تهب نسائم الاطمئنان في روعي و توقظ نكهات الصفاء بنفسي، فتغدو نهجات اليقين إلى قلبي، فيزداد صدقا و حبا، فلا شيء يساوي الصدق حتى ولو كثر النفاق و حورب الحق.

 لماذا أكتب باللغة الفرنسية؟

يلمني و يعاتبني البعض على الكتابة باللغة الفرنسية و يسألني البعض الآخر لماذا لا أكتب باللغة العربية؟ ــ للتذكير فقط، قول الله عز وجل: "و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين" ــ إني وضعت قواعد خاصة بي للكتابة و جعلت الحكمة من موازين ضبط  المشاعر لكي لا تفلت مني بعض العبارات من قسوة البعض أو مما يحدث في عالمنا، فاستبدلت حبر الريشة بدموع أعيني التي تكتب ما يمليه عليها قلبي، فكل كلمة تخرج من وجداني، هي لحن يقاس على نبضات قلبي فتهز كيان قارئها أو سامعها، أكانت باللغة العربية أو بأي لغة، المهم أن تصل إلى كل القلوب، فما أفقرني لأن لا يوجد لدي من الذهب و الفضة و الياقوت و الماس و اللؤلؤ و المرجان ما أزن به كلامي، فجعلته رنين يحلو للمسامع و يطيب للأذواق، كنت أود أن أستخرج من البحر اللؤلؤ لأصبح أغنى الأثرياء فما وجدت إلا كلمات أعبر فيها على ما هو بوجداني،  فميزتي أن أجعل الكلام دواء للقلوب أو عطرا من زهور أحاسيسي فتفوح الكلمات و تتأرج داخل كل قارئ التي يستطعمها من شدة حلاوتها، هكذا ألهمني الله، فخلق داخلي كل الأحاسيس التي تشهد له بالوحدانية، فجعل لي نوع فريد في عباراتي و اختيارات كتاباتي. فهو فكر عربي و إن كانت اللغة غير عربية.

من لقى الله فماذا فقذ؟

إذا خُطف قلبك و طار بين نسائم الهوى فأقم حربا لاستعادته واسترجاع راحة بالك و إلا عشت مهموما و خسرت سكينة روحك، عذب نفسك أشد العذاب و تعود على أن تحسم الأمر بدون مشاعر، كن متيقنا أن إذا أحببت أحدا فسيخذلك أو يهينك أو يتجاهلك أو يذلك فما أحوج المرء أن يتخذ قلبه دليل، مع التذكير أن  الإنسان ليس صورة طبقا لأخيه، و ليس الإخلاص طبع كل إنسان فما على المرء إلا أن يحذر.  أما إذا أحببت الله حق حبه، فإنك ستلقى الحب كله خالصا مستخلصا تسعد به، فتذوق حلاوة الحب الذي سيكون ألذ من العسل الصافي الخالص حينما يتبين لك أن حبك للمرء أمر من الداء،  فإذا أحببت الله، تقرب منك عكس ما إذا أحببت أحدا بعُد عنك، فيحبك الله ويرضى عنك و يعطيك دون سألك و يحفظك من كل سوء و يعزك و يجعل لك حسن الخاتمة و مكانة في دار المنتهى، فيكون لك الحبيب الودود و الصاحب الحنان و الرؤوف المنان، فإذا من لقى الله فماذا فقذ؟ ــ إذا صحوت في جوف الليل لتقيم الصلاة، فستحس بسكون داخلك وخشوع لم يسبق لك أن شعرته من قبل، فالعين تدمع من خشية الله و القلب يتراقص من شدة حب الله فستحب الموت أكثر من الحياة لأنها ستأخذك للقائه و أي لقاء هو؟ ــ فاللهُم اجعلنا ممن يعز عليك لقاءه والنظر إلى وجهه، اللهم اجعلنا ممن تقرّب لك فقربته وذل لهيبتك فأحببته و تواضع فرفعته وأقبل تائبا فقبلته و كان حائرا فدللته و رغب فيك فنفعته ودعاك صادِقا فأجبته و توكل عليك فكفيته و استنصرك فنصرته واستجار بك فأجرته وسألك سؤاله فأعطيته وسترت ذنبه واستغفرك فغفرت له و شملته برحمتك في الدنيا والآخرة، اللهم استرنا بسترك الذى سترت به نفسك بحيث لا تراك العيون،  اللهم اغننا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك،  اللهم إنا نعوذ بك من عين لا تدمع و قلب لا يخشع و نفس لا تشبع و من دعوة لا تسمع ، اللهم ردنا إليك ردا جميلا، اللهم رد أمة محمد إليك ردا حميدا برحمتك يا أرحم الراحمين و اكرمنا بجودك و كرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا.
 

الإيمان

يتولد في المرء شعورا خاصا، لا تراه الأبصار و لا تدركه المسامع و لا تلتمسه الأيادي لكن الإنسان يشعر بوجوده داخله و امتلاكه، فهو كالإشراق ينعكس على الذات، ألا وهو الإيمان بالله عز و جل، فهو تواصل و ترابط بين العبد و ملك السماوات و الأرضين الذي يتقرّب من عباده حين تدنيهم له، إذن هو اتصال روحي بالخالق، نور يضيء القلوب فتقشعر منه الأبدان، أحاسيس تتدفق في الوجدان، فتتغير رؤية الإنسان، هو إحساس يهز الكيان، هو تعامل بدون رسميات و لا وساطة ولا سالف موعد ولا سابق معرفة، قوة خارقة يتحدى بها المرء كل المصاعب، حب و حنين، اشراق و يقين، شوق واشتياق، صدق و صفاء ، صبر و ولاء، عزة و غناء، عفة وعفاف، اخلاص و وئام، سكون و سكينة، حزم و عزيمة، رقة و نعومة، فيرفرف القلب و يطير حينما تدمع العيون و يرتعش كل  الجسد، فالروح تسافر في كل الأوقات إلى خالقها لجلب نفس جديد من الروحانيات، هكذا يتذوق المؤمن حلاوة الإيمان ويستطعمه، فما ألذ ذلك الشعور الذي يبتهج به المؤمن و ما أحلاه عندما يرتقي به، فما أغرب هذا الإنسان الذي يصبر على ما أصابه من أذى و إذا ابتلي، دعا ربه و إذا رفع الهم عنه، شكر. اللهم افتح قلوبنا للإيمان وأذقنا حلاوته و اجعله اشراقة نور في قلوبنا و عقولنا و أرواحنا و أجسادنا.

هل تعلم؟

يوجد لغة العيون و لغة القلوب. تتكلم العيون،  فترسم على الشفتين البسمة عند الفرح، كما أنها إذا ضحكت، ترى الكون ملون بألوان الزهور أما عند الآلام تنطق في صمت قاتل بدموع تُسكب و تُكتب على الخدود فتُعبر بكلام دون أي مفردات، فيكسر الصخر و يُذوب الحديد و يُلين القلوب حتى ولو كانت قاسية، فلا ترى إلا لونا واحدا داخل العيون كأنها سماء ملبدة بالغيوم، هذا سر الخالق في انجاز المخلوق، فمن نظرة العيون يُفهم المرء، فهي لغة يُجيدها المخلص كما يُجيدها المنافق، باتت مستعملة كثيرا في الوسط الفني، فأصبحت لعبة في الفن. أما لغة القلوب، فهي أكثر إثارتا وانجذابا، تتكلم القلوب، فتقلب كل كيان الإنسان و تُغير كل موازين الوجدان حتى يرتجف الجسد و تقشعر الأبدان، فيا لها من لغة، قليل هم الذين يُحسنونها، لغة صعبة للغاية يُثقنها إلا المخلص، تذوب الكلمات إذا نطق القلب، تشتعل النيران شوقا واشتياقا، حبا و حنينا، إذا نطق القلب، أسكت كل الأصوات، فيطرب المسامع برنين كلمات تحلو على اللسان و تُستنشق رائحة المفردات كروائح الورود، فيحن لها الفؤاد أما عند كسر الخاطر أو حزنا، يُلازم صمتا رهيبا، فتجف المشاعر و يصبح الكلام أكثر قسوة و برودة كأنه عاصفة ثلجية أو يصبح الكلام أكثر حرارة إذا ما نزفت الأحاسيس دما، مسكين كل قلب رهيف، آه على القلب فسره باتع.

bottom of page