top of page

 الأمل...

قبل السفر، عودت نفسي على الأذكار و الدعاء و بعدها أغمض عيناي للرحيل إلى داخل جوارحي، فأغوص في بُحور ذهني لكي أسبح في أعماق ذاكرتي، تارة ألتقط بعض الخيوط و تارة أخرى أستخرج اللؤلؤ ثم أصنع حُلِيٍ يليق بالمكان الذي سأزوره، فجأة  تهبُّ عاصفة وهجاء نابعة من قلب لم يزل جريحا لتُهيج أمواج الدم فتقذفني على شط البر و من ثم تأتي روحي لتُرافقُني و تُدخلني إلى مكان ساحر لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خيال قد صور مثله، تأخذني من يدي برفق، فتهمُس لي بصوت عذب أن أترك لها نفسي و أسلم فؤادي تسليما، أمشي رويدا رويدا حافية القدمين أتبعها بلباس السكينة و الطمأنينة فأخاطب حواسي بصمت هادئ مغمضتين الأعين حتى الوصول، فتفتح الأبواب ثم تطلب مني أن أبصر، فيقع بصري على قصري في الجنّة، آه على الجنّة التي تفوح بعطورها الزّكية، آه على بساتينها التي تحتوي على كل أصناف الألوان و الورود التي رُسمت على خدودها قلوب تُذكِّرُك أن الحب خُلق و ترعرع في أحضان هذا الملكوت و سُجِّل في قاموس عقيدة التوحيد:" إنما خُلِقَتْ القلوب لتكون بيوتا للحب و حقول تُغرس فيها بذور التقوى، فأحبوا الخالق حق قدره و اتقوه حق تقاته"، آه على حقولها التي أنبتت كل أنواع الفاكهة الغريبة، آه على شتى الأنهار التي تطرأ على مصب المنتهى من عسل خالص و لبن صافي و عصير طازج لذّة للشاربين، آه على النخل و الشجر اللواتي تعاكس بعضهن لتُظِلّ سُكان الجنّة فتبعث نسيما معتدلا، آه على الخيول الأصيلة وجمالها حينما تركد و تقفز من موضع إلى آخر بين الصواري، لقد لمحتُ حِصاني الأبيض، فتأمّلتُ وثوبه و هملجته، آه على نور الفؤاد الذي ينبع من إشراقة السماوات فيُرسل لي الأمل من جديد بنفس جديدة و روح طيبة تأخذُني من حين إلى آخر إلى عالم الإخلاص و الصدق و الحب الأبدي الذي لا يفنى... فأنام في سبات عميق ... ثم تأتي رنة الهاتف لتوقِظني لموعدي، فهي ليلة الأنس مع حبيبي و خالقي و يا لها من ليلة سكونٍ في عزّ الظّلام الحالك كألف ليلة، لا إنس مخلوق صاحٍ إلا الحيُّ القيُّوم فأشهدُه و ملائكته أنّني قُمت لأحيي ليلة الأنس بينما الآخرون نيام، فأبدأ بالثناء و الحمد و الشكر الجزيل، فحين أسْجُدُ بين يديه، يتهدج جسدي و يقشعر وجداني بأنسه كأنني في حضنه أبكي و أشكي و أتوسّل ليحضنني بشدّة ما دامت الدنيا أدارت لي ظهرها، أناديه بأعلى صوتي "إلاهي"، فتخرج الأحرف من قاع جوارحي ثم أناجيه "ربي" بنبرات صوت يرتجف و الدمع يغمر خدي فتستطعم عذوبته شفتي ... لن تسأل روحي قلبي على دموعي هذه المرة لأنها نابعة من خشوع الله وحده، فآه على حلاوة الإيمان التي تُصوّر لك جنّتك في بريق عينيك، عجيب حال المخلوق لكن العجب هو إعجابٌ بالخالق البديع ...

 عندما تنطق الجوارح...

جلستُ مع نفسي تحت ضوء القمر هذه الليلة على سطح بيتنا لأتأمل القمر فما أحلاه عندما يتوهج بنوره داخل الفؤاد و ما أجمله عندما يُولّد الأنوار فيهبط الصفاء على الأبصار ثم يرسم البشاشة على الوجه فتبتسم العيون قبل الشفتين، لكن البديع يظل أحلى و أجمل بكثير، سألت روحي قلبي:" ما أبكاك في السُّجود و ما لدموعك تتهاطل كالغيث قد بللت السجادة"، فردّ القلب أنه كان خاشعا... فطلبت منه أن يصدُق القول، فأجابها أن شدة البلاء أتعبه، فسخرت منه و قالت:" إنما يبكيك موضوع تافه، إن الله لا يمنع شيء عن خلقه الذي يحبه إلا ليعطيه أحسن منه فيرضيه حتى يرضى"، ثم سألتهُ بتعجُّب: " كيف تشكو من البلاء و لقد تعوّدت عليه بل أنك لا تشكو أبدا"، أجابها بعد آه طويلة أن البلاء غير البلاء الذي تعود عليه، فأشارت أنه في أي حال من الأحوال فالموضوع سيظل سخيفا و مضحكا و طلبت الروح من العقل أن لا يقسو على النفس و أن لا يعذّبها، فاستغرب القلب منها و ردّ قائلا: "كيف لا أُحاسبها و هي من أزلّتني حتى فقدتُ حريتي، كنت حرا، طليقا لا يشدّني إلا الشديد القوي فأصبحت ضعيفا، محتارا، مذنبا، مذبوحا كالطير، لا أستطيع أن أرفرف و أحلق في السماوات، لأنني أصبحت الآن أغوص في بحور السيئات"، فقالت له الروح:" هوّن عليك ما كنت لتُبصر في الظلام  و كنت تحسب أن الصدق مازال يدق الأبواب لكن أسألك بحب الودود، ألم تكن تعلم أن في زمانك قد ضاع الأمان و كثر الاستهزاء؟" ـ فأجابها القلب أن أحاسيسه و مشاعره هي التي خدعته و ألهمته بوهم و تصور لا صحة من وجوده، فضحت الروح من أقواله ثم ردّت عليه: " ها أنت تتعلم مستجدا كمولود جديد، فصبر جميل و احتساب عند الله و لا تستودع نفسك إلا لخالقك"، فردّ القلب حزينا على نفسه: " أهيم شوقا لمغفرة عرضها السماوات و الأراضين"، فقالت له: "إن الله غفور، عفو يحب العفو". فاطمأن القلب على صلته و علاقته مع خالقه.

 السعادة...

يمكن للسعادة أن تطرق بابك عبر دمعة شديدة الحرارة قد تنزل على خدك فتُطايبه و تُداعب شفتيك لتنزع الآلام الذي لحق بك جرّاء البلاء، فتُفكك أي حقد من قلبك حتى و لو كان جريحا ثم تمسح من ذاكرتك أي صورة قد التصقت في ذهنك، فيرتقي الفؤاد و تعلو همة الوجدان، فتتحرك الشفتين ثم تنطق بأحرف لتُلحّن كلمة قد لا تجدها إلا في قاموس العقيدة "الله" حيث يزيد إيمانك فتصنع أسمى الميزات و أزكى الصفات لتغرس في وجدانك نخلة صبر فتتنامى و تتفرع بسمات أخرى و كلما تشتد عليك المحن و تسكب دموعك من جديد، فإنما هي غيث لنخلتك مبعث لتحصين ذاتك، حينها يشرق الوجه نورا ليضيء الأمل من جديد على حياتك، فكل شيء له جزاءه و ما أرفع جزاء الصبر. 

لـمـســـات

 صدفة و حسن نية...

إن كُنت تمشي في دُروب ما بنية خالصة، أكان قدرا أو مجرد صُدفة، لا تحاول قطف زهرة تحسبها حلوة حتى و إن كُنت لا تعلم أنها من حقل غيرك، فتجذبك بسحرها و يُخطف قلبك معها ثم ينزف دما و تُسكب دموعك  بغزارة كما يُسكب الماء من الدّلو، حينها تتألم أشد الآلام فلا تجد من يواسيك و من يمسح دمعك، لا تنظر لجمالها فقط ولا لروائحها العطرة التي تفوح منها واحذر من أشواكها التي تُؤذيك. اللهم اسعد قلوب المسلمين جميعا و اجعل حُبّك في قلوبنا شفاء و دواء.

 ما هو القدر؟ هل الفرد منا يصنع قدره؟ هل نستطيع تغيير القدر؟

أهواك ربي كما يهوى المرءُ العشق، أنت من ملأت قلبي حبا فطفا، لن أملأه حقدا حتى ولو نزف من جرح عميق، إن أخطأت إلاهي في حق نفسي، فاغفر لي و إن أذنبت في حقك ربي فتُب علي، إنك التواب الغفور العفو تحب العفو فاعفُ عني، فرحمتك وسعت كل شيء. في سرّ نفسي، أطلعُك على سريرتي، لا أحد غيرك يعرفُ ماذا يخبّأُ قلبي، إن أسررت و إن جهرت، فأنت إلاهي من يعرف الشيء قبل أن أنطق به، لا أحد أبادلُهُ أسراري غيرُك، فإن كرهني الناس أجمعين، فلا أبالي، لكن إن غضبت مني أو بعُدت عنّي فستكون مصيبتي أكبر من العالم.

 النّفاق

ماذا عاسني أن أقول في هذا الموضوع، لقد أحسست كأني طائر مذبوح يلتقط أنفاسه الأخيرة، لم أجد ما أعبّرُ عنه، لقد غصت في أعماق عقلي و سبحت بين أفكاري لعلي أستخرج لؤلؤة فتتوهج بين أصابعي لتجعل حواسي تنطق فتضيء فؤادي و ترفع الغشاء على بصري حيث الصفاء يعكس حقيقة الأمورـ لم أجد كلام أقوى من قول رسولنا المخلص [ص]:"أخوفُ ما أخاف على أمتي، منافق عليم اللّسان يجادل بالقرآن"، فما أكثرهم وما أغباني و قال أيضا [ص]:"يلقاك بوجه أبي بكر و قلب لهب"، فلا إله إلا الله و لا حول و لا قوة إلا بالله ـ لم أتخذُ أية عبرة و ألوم نفسي حتى الموت، لم أستوعب بعد و سألت ربي و لم أفهم لماذا و ما الحكمة من هذه التجربة المريرة، لكن أحدث نفسي على أن لا يشغل قلبي و عقلي إلا الله، سأحاول أن أصحح أخطائي و أقلل من عيوبي، أملي في الحياة أن أرى الله دوما كما رأيته في منامي آخر مرة، لقد أضاء قلبي نوره، فجعل بريق أعيُني من نوره يتلألأ و وجهي مشرق كالقمر طوال النهار، أحلى رؤية أشعرتني أني مُذللة من المولى عزّ و جلّ حيث كشف لي عن نفسه دون غيري، فسُبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زينة عرشه ومداد كلماته، أحبُّك إلاهي و ربي منذ طفولتي فأحبني و أعزني و تقرب مني و خُذني تحت ظلُّك، فأنا بأمس الحاجة إليك، لقد أصبح الشعار في مجتمعاتنا :" نافق أو وافق وإلا ففارق"، فاللّهم اجعلني ممن يفارق بنية و إخلاص ـ من كان الله معه فمن عليه؟ و من وجد الله فماذا فقد؟ فمن اعتمد على ماله قلّ و من اعتمد على النّاس ملّ، و من اعتمد على جاهه ذُلّ و من اعتمد على علمه زلّ، و من اعتمد على عقله ضلّ، و من اعتمد على نفسه اختل و من اعتمد على الله، فلا قلّ، ولا ملّ  ولا ذُل ولا زلّ ولا ضلّ ولا اختل و من أحبّ الله، أحبّه و اقترب منه، و من أحبّ إنسانا هزء من مشاعره و أهانه ثم ابتعد.

 من أنا ؟ من أكون؟

أنا الإنسانة كباقي الإنس، لا، لقد صار الإنسان حيوان ناطق لمّا نزع ثوب الإنسانية و أصبح مجرد من الأحاسيس. أنا بنت حوّاء التي خُلقت من ضلع أعوج قرب قلب ينبض بالمشاعر، فنشأت فيها عواطف ملكت كل جوارحها، لا أزعم الكمال و لا الجمال، فالكمال والجمال لله وحده لكن الصدق خصالي حتى من بين كل عيوبي، يظل صفاء نيتي كبياض القمر و نوره، أنا تائهة بين الجسد و النفس و الروح، من أتبع يا ترى؟ ـ جسدي المسكين الذي لا حول له ولا قوة أم النفس أم الروح، نفسي، لا و ألف لا، فهي التي أخذتني إلى طريق مسدود حيث مشيت حافية القدمين على شوك أذاني حتى ورمت و سال دمي قبل دموعي لأن الجرح كان عميقا، حسبته هيّنا و ظننت أني أقوى  لن أهتز، ففؤادي لم ينته من آهاته لأن الآلام و الضربة شديدة عليه، كيف لم أنتبه والظلام كاحلا، كيف طاوعت نفسي باتخاذ نهج تعترض عليه سلوكي و قيمي، أكان غباء أم حسن نية مني و عدم توقعي لما سيحدث، أكرهها نفسي التي عذبتني و هي تعلم رقة مشاعري، فإذا من أتبع؟ ـ روحي التي ترفرف بين وجداني والسماوات لتجلب لي السكينة فتغازل جوارحي لتهدأ من روعي، فتشتاق تارة إلى جسدي و تارة إلى خالقها، فهي الحس الرقيق، الطيب، الزكي الذي يأتينني دوما بنفس جديد ليغمُرني سعادة و محبة و اطمئنانا، فإذا سأتبع نورا يهدي كياني و يبعث في داخلي الأمل و هواني على نفسي و جسدي.

هل تعلم؟

تولد الفكرة في باطن البال، فتُترجم من قبل القلب، كأنها جمانة تتوهج فيه، فيعطي نفس للمفردات التي تكون حسب تقوى الإيمان، ثم تنتقل بين الأصابع لتكتب ما يملي عليها الوجدان، فتصبح الفكرة نور يلمع من داخلك إلى عنان السماوات. إذا كنت صادقا، مخلصا و محبا، تأتي الفكرة أقوى تعبيرا و أرق حسا و بنفس طويل و بألفاظ مميّزة، فإذا ضُربت على الصخر، تهرشه كأنها مطرقة يُنقش بها، وإذا أُلقيت في الهواء، تبعثرت في الكون كأنها نجوم تتلألأ مثل الذهب الأبيض الخالص و تتراقص على لحن الأفكار،  فتطرب المسامع و تهز الكيان، فتقشعر الأبدان. إذا تأملت في جوهرك و انتبهت ما في ذهنك و تفحصت ما يدور في عقلك، فإنك ستغوص في محيط ليس له أوله و لا آخره، فتستخرج أفكارا كأنها لؤلؤا من بقاع البحور أو ستسبح في فضاء عرضه السماوات و الأرضين، فترى الكلمات تتناثر في الهواء فتصب في وجدانك فتغازل فكرك كأنه غيث يأتيك من السماء لينعش ذهنك و يداعب عقلك، فتشعر بنعومة الفكر لما يكون الإبداع له طعم و معنى. إذا يغوص التفكير في بقاع الذهن، فإذا أشرق الكلام و كان من ذهب ومغزاه مثير للغاية، فإنه يمن الأعين ببريق يضيء الكون ليعطيه صفاء و يحرك نبرات الصوت لتُغنّى الكلمات، فيذهل المسامع ويشدّ القارئ و يعجز النقاد و يسُد الأفواه، إنه لوحي إلاهي، آه على عظمة الخالق لما يضع سره في عقل الإنسان و حركات يده.

 هل تعلم؟

إذا اشتدت بك الآلام عند المرض أو فقدان أعز الناس إليك أو عندما تطعن في عواطفك و تشعر بالإهانة ، فلا تحزن و خُذ الأمور من زاوية تُمكِّنُكَ على التغلب من كل المعاناة لتجد نفسك حرا طليقا لا يشدك أي بؤس ولا عذاب، ثق أن من خلقك و سواك حتى أصبحت ما أنت عليه، لا يمكنه أن يترك الهم لينال منك أو ليعذبك، إن الحكمة في كل شيء صادفك، فالمرض يجلب لك الغُفران، فُقدان الشيء يُعوض بأحسن منه، فيعطيك الله حتى ترضى و بدون احتساب. أما مرارة الألم يُلسع صاحبها ليلا و نهارا، لا الدمع يُخففها و لا الحُزن يزيحها، فإذا ما العمل؟ ـ قد تكون وصفة لا تُلائم الأغلبية لكنها وصفة تأخذك إلى جوف قد حيّر كل من اهتم به و شغل ذاته بمعرفته، فابدأ بالاسترخاء ثم اغمض عيناك ودع جوارحك تُحدثك و اترك قلبك يسلط الضوء على ما يجري بداخلك، سترى دمك يتهيج كالموج العالي و حرارتك ترتفع كلهيب النيران، فيُقلق كل حواسك و تفقم حالتك بينما أنت تتوجع من شدة الآلام، تلتمس في باطنك الأوجاع التي ترهقك و تشل فكرك لكن روحك تتصل بخالقها  فيرتبك احساسا بالتدرع لله لأنك لمست ضعفك و عدم القدرة على الاحتمال لاجتياح هذه الفترة المؤلمة، فتدعو الله أن يخفف عنك الآلام بعض الشيء أو يزيله عنك، فهذه صلة بين الخالق و المخلوق الذي وضع الله فيها سرا لا يُكشف إلا على المحبين الصادقين المخلصين، حينما ترى نفسك وحدك، فمن أقرب منك إلا الله و من له القدرة على الشعور بك إن لم يكن الله و من يملك شفاءك من دونه، فستتيقن أنك لا يمكن العيش من دون هذه العلاقة، فإذا هو اتصال اللاسلكي، فاصبر واحتسب إن الله يمتحنك و بعد كل عسر يسرا و بعد كل ضيقة مخرجا، فالحمد لله، عجيب أمر المؤمن و الأعجب عظمة الله.

بين الهروب و الصبر

لم تغسل دموعي همومي بل زادت قلبي نزيفا، ما أضعفني و ما أفقرني و ما أحوجني، سأنتظرُك أيّتُها الموت لتأخُذيني للقاء الأحباء، لقد طال الاشتياق ولم أعد أحتمل البلاء، شُلّ تفكيري عندما هزمني الغباء، لقد اعتقدت أن في الإنسان بذرة صفاء و يحب تسليط الأضواء، حسبت أن الحق سلعة رخاء، لقد غلبني الباطل وأقعدني أسفل القاع، صرخت بأعلى صوتي لكن تجاهلتني الأسماع بل ولامتني الأخطاء، سأعاتب نفسي أشد عتاب وأرحل لعالم الخيال، سأحلم بقصري الذي ينتظرني عند ربي كما حلمتُ به، فهو بقرب العرش المجيد و بجوار قصر النبي الحميد، سيهدي لي ربي فرسا من الجنة سرجها من الياقوت الأحمر كما وعدني وجزاء صدقي، سأظل أحلم و سأظل أكتب لأبيّن الحق، لقد حرّمت على نفسي الكذب كما حرّمت على نفسي المذلّة إلا لله ربي، سأكتب بدموعي و بدم نزيف قلبي ما يمليه علي ضميري، سأقف حتى ولو كلفني حياتي لمن يروّج بالأكاذيب، لقد فُزت بالجنة،  فلا أبالي لأنني أعلم مقري و إلى أين منتهاي.

 هل تعلم أن الجمال هو بداخلك؟

إن الله جميل يحب الجمال، له الصفات العلى، فهو الذي خلق الإنسان في أحسن صورة و نفخ في داخله من روحه ، فإذا نظر المرء في باطنه تعجب و تحسب من عظمة الله، ففي كيانه روح زكية عظّمها الله حين أمر ملائكته للسجود أمام الإنسان... ما أجمل الخالق و المخلوق، فإذا انشغلت في تحسين ما بنفسك لأن النفس أمّارة بالسوء، ستجد ذاتك منشغلة بتحسين أخلاقك، فتُأدب نفسك أحسن تهذيب، فلما تلتمس طيبة تغمر وجدانك، سترى صفاء يمُدك بجمال الصفات و الأحاسيس فيشعرك بحُسن مظهرك و يولد فيك احساسا بالثقة تجعلك مستبشرا، متأملا و فرحا وتجعل للروح ابتهاجا فتنتقل إلى خالقها حيث الصفاء و الجمال و العزة و الحب و الوئام، ثم من هناك، من عالم الجمال كله، ترجع الروح في داخلك لتجلب لك الطمأنينة ولتُعزّز فيك القيم الأخلاقية، هكذا يكون و يكتمل الجمال.

bottom of page